بعد أن حمل رفيق صايفي حقيبته وانضم رسميا لنادي الخور القطري لينهي مشواره الكروي في الخليج العربي، لم يبق من لاعبينا المحترفين إلا "يزيد منصوري" الذي ينشط في البطولة الفرنسية مع نادي لوريون الذي فاز بليل في أول جولة من البطولة الفرنسية، ولم يشركه المدرب إلا في آخر المباراة، عندما كان فريقه متفوقا بهدفين مقابل هدف واحد وهذا للدفاع عن الفوز
مما يعني أن مكانة منصوري صارت مهددة في ناديه الفرنسي، وهو ما جعله يفكر في مغادرة الفريق، وربما فرنسا حتى لا يفقد مكانه مع المنتخب الوطني، خاصة أن يزيد يبلغ من العمر 32 سنة، ويعلم أن المشاركة في كأس العالم لن تتأتى له مرة أخرى، لأن عمره سيدق 37 سنة في دورة 2014.
وإذا كان منتخب 1982 قد شارك بسبعة محترفين كلهم من فرنسا من ضمن 22 لاعبا الذين سافروا إلى إسبانيا باستثناء جمال زيدان الذي كان ينشط مع نادي كورتري البلجيكي، فإن منتخب مونديال جنوب إفريقيا في حالة التأهل مرشح لأن يكون خال نهائيا من اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الفرنسية، مع التأكيد على أن كل اللاعبين المحترفين في أوروبا حاليا سبق لهم وأن لعبوا في البطولة الفرنسية، ولكنهم لم يشعروا بالراحة إلا عندما تنقلوا إلى أوروبا، رغم تكوينهم في مدارس الكرة الفرنسية، ومنهم غزال وبوقرة وعنتر يحيى ومطمور ومؤخرا كريم زياني، ومع التدعيم المؤكد للفريق الوطني باللاعبين "مقني" من "لازيو" روما الإيطالي و"لبدة" من بنفيكا البرتغالي تصبح مكانة منصوري ومعه البطولة الفرنسية في المزاد.
وواضح بالرغم من الحديث عن لاعبين آخرين مثل "فيغولي وبودبوز وابراهيمي" الذين ينشطون في فرنسا أن الطاقم الفني سيكتفي بما هو موجود من لاعبين وسيغلق القائمة الأساسية الرسمية باسمي "لبدة ومغني".. وهذه الظاهرة التي جعلت منتخبنا الوطني لا يعتمد إطلاقا على اللاعبين الذين ينشطون في فرنسا، ستخلق تقليدا جديدا يتمثل في فتح دول أوروبية كروية خارج فرنسا، ويصبح التنقل للاحتراف لا يمر في بدايته بالضرورة عبر فرنسا، كما كان سابقا ومازال، حيث حمل ماجر وعصاد وقندوز وصايب وتاسفاوت ودزيري وصايفي حقائبهم وطاروا إلى فرنسا رغم التهميش الذي لقيه الكثير منهم إلى درجة إصابتهم بالخيبة ومنهم من توقف نهائيا عن ممارسة الكرة في أوج عطائه.