. ماء زمزم (معجزة يدركهاالقليل من الناس)
بئر زمزم تقع على بعد 21م من الكعبة المشرفةوافادت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 الى 18.5لترا من الماء فيالثانية.ويبلغ عمق البئر 30 مترا على جزئين، الجزء الأول مبني عمقه 12.80 مترا عنفتحة البـئر، والثاني جزء منقور في صخر الجبل وطوله 17.20 متر. ويبلغ عمق مستوىالماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 مترا ومن العيون الى قعر البئر 17 مترا". وقد اندثر البئر ذات مره في العصرالجاهلى ولم يعرف له مكان وقبل دخول الاسلامحلم جد الرسول -صلي الله عليهوسلم- آنذاك بمن يدله على مكان البئر ويطلب منهفتح البئر وقد استيقظ وركضمهرولا إلى جانب الكعبه وحفر في المكان الذى رآه فيمنامه حتى تحققت الرؤيا.
بئر زمزم في بداية القرن الواحد والعشرين
في منبعه الأساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيرا ربمايستحيل كشفرموزه إلى أن تقوم الساعة.. ما من ماء يصل إلى هذا النبع حتى يكتسبخواص ماءزمزم، نقاءه وطهارته. هذه النتيجة ليست نظرية أو غيبية أو منقولة منبطون الكتبالقديمة، لكنها خلاصة أبحاث علمية شملت البئر وماءه ودرجة نقائه،وشملت مياهآبار أخرى قريبة جدا منه، وجد أنها لا تتمتع بنفس الخواص.
يفيض الماء منه منذ آلاف السنين دون أن يجف البئر أو ينقص حجم المياه فيه،وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضحمة لشفطالمياه من بئر زمزم حتي يمكن وضع الأساسات، أن غزارة المياه المسحوبة قابلهافيضان مستمر في الماء، يفور ويمور كأنه امواج البحر.
المصدر الرئيسيتحت الحجر الأسوديقول المهندس يحي كوشك وهو يحمل شهادة الدكتوراه فيهندسة البيئة من جامعةواشنطن الأمريكية العام 1971م مصادر مياه بئر زمزم وفقالتحديد الذي قام به معالفريق العلمي الذي رأسه عام 1400 هـ ونشر نتائجه فيكتابه (زمزم) بقوله:
"المصدر الرئيسي فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة وطولها 45سم، وارتفاعها 30 سم،ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه.
والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصص لرفع الأذانوالإقامةمطل على الطواف)، وبطول 70 سم، ومقسومة من الداخل الى فتحتين،وارتفاعها 30 سم.
وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منهاالمياه، خمس منها فيالمسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد. كما توجد 21 فتحة أخرىتبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبيقبيس من الصفا و الأخرىمن إتجاه المروة.
قصه حدثت ايام حكمالملك فيصل رحمه اللهعلى الرغم من الإيمان القاطع بهذه المعجزة إلا انه قدحدث في عام 1971ما يبرهنعلى خصوصية ماء زمزم، حيث قام أحد الأطباء بإرسال خطابإلى دار نشر أوروبيةمضمونه أن ماء زمزم لا يصلح لغرض الشرب، وهو قد بنىافتراضه هذا على أساس أنالكعبة مكان ضحل بمعنى أنه تحت مستوى سطح البحر.
كما أنها تقع في مركز مكة فكل هذه الظروف تعني أن مياه الصرف المتجمعة منالمدينة كلها تصرف من خلال البالوعات في بئر واحدة تجمعها كلها.
زمزم في المعامل الأوروبيةولحسن الحظ قد وصلت هذه الأنباءإلى الملك فيصل، الذي استشاط غضبه لسماع هذهالأنباء وقرر أن يبطل هذه الدعاويالمستفزة، ففي الحال أصدر أوامره إلى وزارةالزراعة ومصادر المياه للتحريوإرسال عينات من ماء زمزم إلى المعامل الأوروبيةلفحصها لمعرفة مدى صلاحيتهاللشرب.
وذهب الخبراء إلى مكة لهذا الغرض، وكلفوا أحد العمال من الرجاللمساعدتهم علىتنفيذ ما يريدون أثناء الفحص العملي لبئر زمزم، وعندما وصلوا إلىالبئر بإذن منالمسؤولين كان من الصعب عليهم التصديق بأن حوضاً من الماء يشبهالبركة الصغيرة،ولا يزيد عمقه عن 14 إلى 18 قدماً هو نفسه البئر الذي يمدنابملايين منالجالونات من الماء كل عام للحجاج والمعتمرين، وهو أيضا قد جاءللوجود منذ قرونطويلة.
وهنا بدأ الخبراء عملهم وبدؤوا في أخذ أبعادالبئر، وطلب الخبراء من العاملالمكلف لمساعدتهم بأن يريهم مدى عمق البئر، ففيأول الأمر نزل الرجل في الماءفرأى الخبراء أن الماء قد تعدى كتفيه بمسافةبسيطة، وكان طول ذلك الرجل حوالي 5أقدام و8 بوصات ولنا أن نتصور في مخيلتنا أنالماء في البئر لم يكن عميقا.
ثم بعد ذلك بدأ الرجل يتحرك في البئر من مكانإلى آخر بحيث لا يصل إلى مرحلةغمر رأسه في الماء وذلك لكي يبحث عن مصدر نفاذالماء إلى البئر، ومع هذا فقدأكد الرجل أنه لا يستطيع أن يحدد وجود أي منفذتأتي منه المياه إلى البئر.
ينابيع الحكمةوحير الأمرالباحثين، فجاءتهم فكرة أخرى وهي استخدام مضخة كبيرة ناقلة لضخالمياه خارجالبئر إلى خزانات ماء زمزم وبهذا ينخفض منسوب المياه في البئر فجأةوهنا يمكنتحديد النقطة التي ينفذ منها الماء إلى البئر، وهذا الأمر لم يكنغاية فيالصعوبة لأن منسوب المياه لم يكن عاليا للدرجة التي تعوق الضخ، بلبالعكس كانتحديد نقطة نفاذ المياه إلى البئر من المتوقع أن يكون سهلا لأن هذهكانت هيالطريقة الوحيدة التي تعرف بها نقطة نفاذ الماء إلى البئر.
وفى نفس الوقتأشار الباحثون إلى العامل المرافق لهم أن يقف مكانه داخل البئرولا يتحرك، وأنيلاحظ بعناية أية ظاهرة غير عادية من الممكن أن تحدث داخلالبئر، وبعد لحظة رفعالعامل يديه وهو يصرخ قائلا: الحمدلله... لقد وجدتها، فقدلاحظ أن الرمال ترقصتحت قدميه، وأن المياه ترشح في قاع البئر أي أن المياهتنبع فعلا من تحتالرمال.
رشح من تحت الرمالتحرك العامل خلال البئرولاحظ أن تلك الظاهرة موجودة بالفعل في جميع أنحاءالبئر، وفي واقع الأمر كانتدفق الماء إلى داخل البئر خلال القاع متساوياً فيكل نقطة من نقاط البئر،وبهذا يحافظ على منسوب الماء في البئر ثابتا.
وبعد ذلك أخذ الخبراء يسجلوننتائجهم، ثم أخذوا عينات من ماء زمزم لفحصها فيمعامل أوروبا، وقبل أن يرحلالخبراء سألوا عن الآبار المحيطة بمكة فتم إخبارهمبأنها كلها جافة تقريبا،وحاول أحد الخبراء أن يجد تبريرا لظاهرة رشح المياه منتحت الرمال فوضع أحدهمافتراضا بأن بئر زمزم قد يكون مرتبطا داخليا بماء البحرالأحمر، ولكن هذاالافتراض لم يكن منطقيا، فكيف يكون ذلك منطقيا وكل الآبارالمحيطة بمكة جافةوكذلك أن مكة تبعد عن البحر الأحمر بحوالي 75 كم، وقد ثبتتطابق نتائج فحصالخبراء للمياه مع نتائج معامل أوروبا.
مياه منعشة
وكان الفرق بين ماء زمزم وماء الشرب الذي يضخ في المنازل هو نسبة أملاحالكالسيوم والمغنيسيوم، فلقد كانت نسبتها أعلى في ماء زمزم وهذا هو السبب فيأنها تنعش الحجاج المتعبين، والأكثر أهمية من ذلك هوأن ماء زمزم يحتوي علىفلوريدات مضادة للجراثيم بشكل عالي الفعالية، والأهم من كل هذا هو أن المعاملفي أوروبا أثبتت أن الماء فعلا صالح للشرب.
وبهذا ثبت بطلان الافتراضالذي أدلى به ذلك الطبيب، وعندما وصلت الأنباء إلىالملك فيصل كان في غابةالسرور، وأرسل إلى دار النشر الأوروبية بوجوب نشر تكذيبللخبر السابق، ولقدأفادنا هذا البحث في معرفة المكونات الكيميائية لماء زمزمفكلما كان هناك بحثواستكشاف اتضحت أكثر العجائب مما يجعلنا نؤمن بصدق بمعجزاتماء زمزم وأنها منحةمن الله أنعم بها على الحجيج القادمين من أقاصي الدنياللأرض الصحراوية التييكون بها الحج.
خصائص المعجزهوإذا أردنا أن نعددخصائص ماء زمزم فهي كما يلي، أن هذا البئر العظيم لم ينضبأبدا منذ أن ظهرللوجود بل على العكس فهو يمدنا بالمزيد من الماء.. وهولا يزاليحتفظ بنفس نسبمكوناته من الأملاح والمعادن منذ أن ظهر للوجود حتى يومنا هذا..
وكذلك صلاحيتهللشرب عالمية لجميع الحجاج من جميع أنحاء العالم فلم يحدث أناشتكى مخلوق منأثر مياهه على صحته أوما شابه ذلك، بل على العكس فهم دائما مايستمتعون بالمياهالتي تنعشهم على الدوام، ولكن يلاحظ أن مذاق المياه يتغيرعندما تنتقل إلى مكانآخر.. وكذلك الرغبة لماءزمزم عالمية، فهذه المياه الطاهرةلم يتم معالجتهاكيميائيا أو بمواد التبييض كما هو الحال مع المياه التي تضخللمدن.
ويلاحظ أنه في حالة الآبار العادية يزداد النمو البيولوجي والنباتي في داخلالبئر مما يجعل المياه غير صالحة للشرب نظرا لنمو الطحالب مما يسبب مشكلات فيالطعم والرائحة.
ولكن في حالة بئر زمزم، لم يكن هناك أي دليل على النموالبيولوجي، وإذا عدناللمعجزة التي بسببها تكون ماء زمزم نتذكر أن هاجر بحثتيائسة عن الماء في جبالالصفا والمروة لكي تسقي وليدها إسماعيل عليه السلام،وبهرولتها من مكان لآخربحثا عن الماء ضرب وليدها برجليه الرقيقتين على الرمال،فتفجرت بركة من المياهتحت قدميه، وبرحمة الله وقدرته شكلت هذه المياه نفسهاكبئر قد أطلق عليه بئرزمزم.
ومن هنا كان الدليل على مصدر وجود المياهتفسيره يعلمه الله ولم يستطع العلماءإيجاد تفسير علمي لمصدر وجوده حيث سدتجميع المنافذ من المياه من حوله وقدتأكدوا من ذلك..